بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غار جبل خنوقة يقع في الجزء الجنوبي من الجبل قريبا من الوادي ويقع الجبل شمال بلدة البجادية غرب محافظة الدوادمي، وخنوقة عبارة عن جبلين يفصل بينهما مجرى وادي خنوقة وهو مخنق الوادي ولذلك سمي خنوقه لان الماء يختنق في هذا المكان وهذا الوادي ممتد من وادي طينان (ذو بحار) يقول الهجري: "ومن النير تخرج سيول التسرير وسيول نضاد وذي غثث في وادٍ يقال له ذو بحار، حتى يأخذ بين الضلعين: ضلع بني مالك وضلع بني شيصبان، فإذا خرج من الضلعين كان اسمه التسرير، وبنو مالك وبنو الشيصبان بطنان من الجن، فيما زعمت علماء غني"، وخنوقة كانت داخلة في بلاد غني، قال الأصفهاني: "والبطحة وهي والعناقة بواد يقال له الخنوقة"، قال الشيخ حمد الجاسر: "والخنوقة واد لايزال معروفاً، وكان حمى في الجاهلية، حماه سعر من بني عتريف من غنى، فعرف بسعر الخنوقة"، قال ياقوت: "وضلع بني مالك وضلع بني الشيصبان في بلاد غني ابن أعصر" قال أبن جنيدل " أن في جبل خنوقة موطن شهير لمعازف الجن، وتقصد العرب بالمعازف ما يصدر في الصحاري من أصوات ونواح وصفير فسّره البعض بصوت الرياح على السواحل والكثبان الرملية"، وذكر أبن جنيدل بوصفه للجبل وقال: "جبل أشهب تعلو جانبه الغربي برقة كثيب رمل أحمر، وتحف جانبه الشرقي برقة بيضاء واسعة تسمى أبرق خنوقة"، ذكر ياقوت وأبوزياد: "ضلع بني مالك وهم بطن من الجن مسلمون والآخر ضلع بني شيصبان وهم بطن من الجن كفار فأما ضلع بني مالك فيحل به الناس ويصطادون صيدها ويحتل بها ويرعى كلؤها وأما ضلع بني شيصبان فلايصطاد صيدها ولا يحتل بها ولا يرعى كلؤها وربما مرَّ عليها الناس الذي لا يعرفونها فأصابوا من كلئها أو من صيدها فأصاب أنفسهم ومالهم شر ولم يزل الناس يذكرون كفر هؤلاء وإسلام هؤلاء، قال أبو زياد: وكان من تبين لنا من ذلك أنه أخبرنا رجل من غني ولغنْي ماء إلى جنب ضِلَع بني مالك على قدر دعمة قال: بينما نحن بعدما غابت الشمس مجتمعون في مسجد صلَينا فيه على الماء فإذا جماعة من رجالهم ثيابهم بيض قد انحدروا علينا من قبل ضلع بني مالك حتى أتونا وسلموا علينا قال: والله ما ننكر من حال الإنس شيئاً فيهم كهول قد خضبوا لحاهم بالحناء وشباب وبين ذلك قال: فتقدموا فجلسوا فنسبناهم وما نشك أنهم سائرة من الناس قال: فقالوا حين نسبناهم: لا منكر عليكم نحن جيرانكم بنو مالك أهل هذا الضلع قال: فقلنا: مرحباً بكم وأهلاً قال: فقالوا: إنا فزعنا إليكم وأردنا أن تدخلوا معنا في هذا الجهاد إن هؤلاء الكفار من بني شيصبان لم نزل نغزوهم منذ كان الإسلام ثم قد بلغنا أنهم قد جمعوا لنا وأنهم يريدون أن يغزونا في بلادنا ونحن نبادرهم قبل أن يقعوا ببلادنا ويقعوا فينا وقد أتيناكم لتعينونا وتشاركونا في الجهاد والأجر قال: فقال رَجُلنا وهو محجن: استعينونا على ما أحببتم وعلى ما تعرفون إننا مغنون فيه عنكم شيئا فنحن معكم فقالوا: أعينونا بسلاحكم فلا نريد غيره قال محجن: نعم وكرامةَ قال: فلما كانت الساعة التي أتونا فيها البارحة إذ القوم منحدرون من حيث كانوا أتونا البارحة حتى جاؤا فسلموا ثم قالوا: ابشروا فقد أظفرنا الله على أعدائه لا واللهَ ما قتلناهم منذ كان الإسلام أشد من قتل قتلناهم اليوم وانفلت شِرذمة قليلة منهم إلى جبلهم وقد رد الله عليكم سلاحكم ما زاغ منه شيء وجزَوْنا خيراً ودعوا لنا ثم انصرفوا وما أتونا بسلاح ولا رأيناه معهم قال: فأصبح والله كل شيءٍ من السلاح على حاله الذي كان كالبارحة".
وبالقرب من الجبل بُرق رملية قيل أن الجن سكنتها كما في الذاكرة الشعبية، وقد كان بعض الناس قديما يعتقد في هذا الغار عقائد باطلة، وقيل أن الاعتقاد كان في شهباء خنوقه، فيأتون إليه بمرضاهم ويضعونهم فيه، ويضعون حوله الأطعمة والقرابين، وقد زالت هذه العادات.
قَالَ القُحَيْفُ العُقيلِيُّ:
تَحَمَّلْنَ من بَطْنِ الخَنُوقَةِ بعدَما ... جَرَى للثُّرَيّا بالأعاصِيرِ بارِحُ
أحداثيات الغار
N24 21.936 E43 42.774
انتهى ودمتم بخير
0 تعليقات